متابعة- واع
وجدت دراسة جديدة أن تعرض الطفل لفيروس SARS-CoV-2 أثناء وجوده في الرحم أو عندما يكون مولودا حديثا، قد يؤخر لديه النمو الاجتماعي ويزيد من مشاكل التنفس.
وفي الدراسة التي نشرتها مجلة eClinicalMedicine، سعى فريق البحث، بالتعاون مع جامعة أكسفورد وإمبريال كوليدج لندن وجامعة ليستر، إلى فهم ما إذا كان التعرض لعدوى “كوفيد-19” أثناء الحمل أو بعد الولادة مباشرة له تأثير طويل الأمد على نمو الأطفال وتنفسهم، وما إذا كانوا يعانون من مشاكل صحية أكثر من الأطفال الذين لم يتعرضوا للعدوى.
وكشفت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا لفيروس SARS-CoV-2 المسبب لـ”كوفيد-19″، في الرحم أو كأطفال حديثي الولادة قد يواجهون صعوبات أكبر في المهارات الاجتماعية ولديهم أعراض تنفسية أكثر من الأطفال غير المعرضين.
وتشير الأبحاث السابقة إلى أن الرضع الذين يتعرضون لعدوى SARS-CoV-2 أثناء الحمل قد يكون لديهم نمو أضعف في الرئة ويتأخرون في النمو المبكر قبل عمر 12 شهرا، خاصة عند مقارنتهم بأولئك الذين ولدوا قبل جائحة “كوفيد-19”. ومع ذلك، حتى الآن، ظلت النتائج طويلة الأمد للأطفال المولودين أثناء جائحة “كوفيد-19″، مع أو دون التعرض لـ SARS-CoV-2 أثناء الحمل أو في فترة حديثي الولادة، غير واضحة.
وفي الدراسة الجديدة، تواصل الباحثون مع العائلات التي يتم الاعتناء بها في 87 مستشفى تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا وويلز لاستكمال الدراسات الاستقصائية حول نمو أطفالهم وصحة الجهاز التنفسي.
وكان من بين المشاركين 96 طفلا ولدوا لأمهات في المجموعة المعرضة لـ SARS-CoV-2، و243 طفلا في مجموعة المقارنة غير المعرضة للفيروس.
وطُلب من الآباء إكمال استبيان حول مشاكل النمو والتنفس لدى أطفالهم حتى يوم ميلادهم الثاني.
ووجد الفريق أن النمو الشامل في عمر عامين لم يختلف بين الأطفال المعرضين وغير المعرضين لـ SARS-CoV-2. ومع ذلك، كانت المجموعة المعرضة لـ”كوفيد-19″ أكثر تعرضا لخطر تأخر طفيف في النمو الاجتماعي والعاطفي.
والأهم من ذلك، أن الأطفال الذين تعرضوا للفيروس في الفترة المحيطة بالولادة واجهوا أيضا مشاكل أكثر في التنفس واستخدموا خدمات الرعاية الصحية بشكل أكبر بعمر عامين مقارنة بالمجموعة غير المعرضة.
وأوضحت الدكتورة إيلا تشاكاراباني، المؤلفة الرئيسية المشاركة للدراسة وأستاذة علم أعصاب الأطفال حديثي الولادة ومديرة مركز صحة الطفل الأكاديمي في كلية الطب بريستول: “تشير دراستنا إلى أن تعرض ما قبل الولادة أو حديثي الولادة لـ SARS-CoV-2 يرتبط بزيادة خطر حدوث صعوبات اجتماعية وعاطفية في مرحلة الطفولة المبكرة. ويشكل التأخر الاجتماعي والعاطفي في مرحلة الرضاعة خطر حدوث صعوبات في وقت لاحق من مرحلة الطفولة، وقد يؤثر على قدرة الأطفال على تطوير علاقات إيجابية مع الأقران وتحقيق النجاح الأكاديمي”.
وأضافت، “لا يمكننا إلا أن نقول إن الأطفال الذين يتعرضون في الفترة المحيطة بالولادة لـ SARS-CoV-2 قد يواجهون صعوبات في النمو العاطفي الاجتماعي. نحن بحاجة إلى دراسات أكبر ومتابعة طويلة المدى لتأكيد وفهم هذا الخطر. وإذا كان الآباء قلقين بشأن نمو أطفالهم بعد التعرض لـ SARS-CoV-2 أثناء الحمل، يجب عليهم مراجعة الطبيب العام”.
وأشارت إلى أن هناك حاجة أيضا إلى مراقبة وظائف الرئة على المدى الطويل لتحديد ما إذا كان هناك تحسن مع تقدم الأطفال في السن. وقالت إن مراقبة صحة الأطفال المصابين بعدوى SARS-CoV-2 في الفترة المحيطة بالولادة ستساعد على حماية صحتهم في الفترة المحيطة بالولادة وفي الأوبئة المستقبلية.