كربلاء المقدسة – واع- عباس الرحيمي
أعلنت مؤسسة الشهداء، اليوم الخميس، تحديد هوية رفات 43 شهيداً دفنوا في مقبرة جنة الشهداء الجماعية بكربلاء المقدسة، فيما أكدت أن أعداد المقابر الجماعية والمفقودين في العراق كبيرة.
وقال رئيس مؤسسة الشهداء عبد الإله النائلي، في كلمة له خلال الحفل التأبيني الذي أقيم في كربلاء المقدسة برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لمناسبة اليوم الوطني للمقابر الجماعية وافتتاح مقبرة جنة الشهداء في المحافظة، وحضرته وكالة الأنباء العراقية (واع): “إننا نحتفل هذا اليوم، باليوم الوطني للمقابر الجماعية وذكرى افتتاح أول وأكبر مقبرة جماعية في منطقة المحاويل بمحافظة بابل الذي نستذكر فيه شهداء المقابر الجماعية أصحاب الفضل الكبير على العراق والعراقيين الذين شاء الله أن يجاوروا الإمام الحسين (عليه السلام) في أرض كربلاء المقدسة”.
وأضاف النائلي، أن “الشعب العراقي قد تعّرض على مر عقود خلت إبان حكم البعث لمختلف الانتهاكات والجرائم وكان البعث الكافر يتفنن في إخفاء جرائمه وانتهاكاته بشتى الطرق والوسائل القمعية ولعل المقابر الجماعية التي انتشرت في جميع مناطق العراق أهمها”.
وأشار إلى أن “العراقيين وحدهم من يعلم حجم المعاناة والظلم الذي وقع عليهم وطالهم في تلك الفترة السوداء المظلمة وهم اليوم يستذكرون تلك الجرائم والانتهاكات”.
وتابع أنه “جاء الوقت لكي ننصف أسر الشهداء ونحقق العدالة لهم ونعالج الصدع الذي أصاب النسيج الاجتماعي العراقي لكي ينعم العراقيون في بلدهم بالأمن والأمان والاستقرار”، لافتاً إلى أن “فتاوى التكفير وأيتام البعث وبقايا أجهزته القمعية المتمثلة بالقاعدة وداعش راهنت على استمرار ظلم العراقيين فمارسوا القتل على الهوية ونفذوا سياسات البعث الإجرامية في صنع المقابر الجماعية مرة أخرى”.
وأوضح أنه “من أجل معالجة التركة الثقيلة التي خلفتها الحقبتان باشرت مؤسسة الشهداء عبر دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية إجراء عمليات المسح لأعدادها وتوثيقها ثم فتحها، كما عملت المؤسسة بالشراكة مع دائرة الطب العدلي في وزارة الصحة على إنشاء قاعدة بيانات وعينات لذوي الشهداء لتحديد هوية الشهداء”.
وأكد النائلي: “افتتاح مقبرة جنة الشهداء في محافظة كربلاء المقدسة التي تضم رفات شهداء المقابر الجماعية ممن غيبهم البعث وتحديد هوية رفات 43 شهيداً وفقاً لفحوصات DNA“، لافتاً إلى أن “أعداد المقابر الجماعية وأعداد المفقودين كبيرة لذا نأمل وندعو المجتمع الدولي إلى مساعدة الدولة العراقية ومؤسساتها بتمكينها من الحصول على اعتراف دولي بأن ما تعرض له الشعب العراقي هو جريمة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية وتقديم الدعم والإسناد لمؤسسات الدولة العراقية من حيث تقديم المعلومات عن الجناة وتسليمهم مع الصور الجوية للمقابر الجماعية فضلاً عن الاستمرار في بناء القدرات وتبادل الخبرات”.