احمد العيسى
في وقت تتزايد فيه معدلات الأمراض المزمنة مثل العجز الكلوي وبعض أنواع السرطان، يبرز تساؤل هام: هل تراقب وزارة الصحة المواد المستخدمة في إنتاج المواد الغذائية اليومية مثل الخبز والصمون؟
أحد المركبات الكيميائية المثيرة للجدل هو بيكربونات الصوديوم (NaHCO3)، والمعروف محلياً باسم “الصودا”، والذي يُستخدم في العديد من المخابز لتحسين قوام العجين وتسريع عملية الإنتاج. ورغم أن بيكربونات الصوديوم تُعتبر آمنة عند استخدامها بكميات معتدلة، إلا أن دراسات علمية حديثة، منشورة في مستودعات علمية مثل سكوبس (Scopus)، تشير إلى أن الإفراط في استخدامها قد يتسبب بمشكلات صحية خطيرة.
بيكربونات الصوديوم: من مادة آمنة إلى خطر محتمل
بيكربونات الصوديوم مركب كيميائي يُصنف ضمن الأملاح، ويستخدم على نطاق واسع في المخابز والصناعات الغذائية. لكن الدراسات العلمية تحذر من أن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى:
1. مشاكل الكلى: تراكم بيكربونات الصوديوم في الجسم قد يضع عبئاً كبيراً على الكلى، مما يؤدي إلى مضاعفات تصل إلى العجز الكلوي.
2. زيادة خطر السرطان: بعض الدراسات تشير إلى أن التفاعل الكيميائي لبيكربونات الصوديوم مع الأحماض الطبيعية في الجسم قد يؤدي إلى تكوين مواد مسببة للسرطان، خصوصاً عند استهلاكه بشكل مفرط ومستمر.
غياب الرقابة وتأثيره على الصحة العامة
تعتمد العديد من المخابز على هذه المادة بشكل مفرط، نظراً لتكلفتها المنخفضة وفعاليتها في تحسين جودة المنتجات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:
هل هناك دراسات محلية عراقية لتحديد تأثير استخدام بيكربونات الصوديوم على صحة المستهلك؟
هل تقوم وزارة الصحة بفحص عينات عشوائية من المنتجات في الأسواق للتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية؟
نطالب وزارة الصحة بالآتي:
1. إجراء دراسات وطنية شاملة: تحليل تأثير بيكربونات الصوديوم على الصحة العامة من قبل فرق بحثية عراقية، بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية.
2. وضع معايير صارمة: تحديد نسب مسموح بها لاستخدام بيكربونات الصوديوم في الصناعات الغذائية.
3. تشديد الرقابة والعقوبات: فرض رقابة صارمة على المخابز، ومعاقبة من يثبت استخدامه لهذه المادة بكميات تضر بصحة المواطنين.
4. التوعية العامة: نشر حملات توعية للمواطنين حول مخاطر الاستخدام المفرط لهذه المادة، وتشجيعهم على المطالبة بمنتجات آمنة.
تظل صحة المواطن أولوية قصوى لا يمكن التغاضي عنها. وإذا كانت الدراسات العلمية تشير بوضوح إلى مخاطر استخدام بيكربونات الصوديوم بشكل غير مدروس، فإن التحرك السريع من وزارة الصحة بات ضرورة ملحّة. فهل نشهد خطوات حقيقية في هذا الاتجاه، أم سيظل الخبز الذي نتناوله يومياً مصدراً محتملاً للأمراض؟
احمد العيسى
رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين الفرات الأوسط